الأربعاء مايو 27, 2020 10:37 am الأربعاء مايو 27, 2020 10:32 am الأربعاء مايو 27, 2020 10:12 am الأحد أغسطس 18, 2019 11:12 am السبت يوليو 27, 2019 7:23 pm الإثنين يوليو 08, 2019 3:03 pm الأربعاء يوليو 03, 2019 5:32 pm السبت يونيو 29, 2019 2:31 pm الخميس يونيو 27, 2019 2:19 pm الخميس يونيو 27, 2019 2:16 pm
موضوع: روايتي: ذكريات الطفولة الأربعاء يناير 30, 2019 7:31 pm
مقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد خاتم النبيين أما بعد ، بعد تردد كبير أضع بين يديكم روايتي الثانية بعنوان ذكريات الطفولة . رواية تختلف عن سابقتها لم أكتبها بشخصية مراهقة كما فعلت بالأولى . أتحدث فيها عن ذكريات الطفولة فمن منا لا يحلم بالعودة قليلا للوراء ليعيش طفولته من جديد . يعيش برائتها وعفويتها وجنونها ، الطفولة ملل لكل صغير وحلم لكل كبير فلو تسأل طفلا عن أمنيته فإنها ستكون حتما أن يصبح كبيرا ، أنتم تجهلون الكثير يا صغار فالطفولة نعمة عليكم إستغلالها لأقصى حد ولن تحسوا بأهميتها إلا عندما تكبرون . في هذه الرواية أجسد لكم حلم شابة تحلم باستعادة ولو ذكريات هذه الطفولة ، طفولة لا تتذكر منها شيئا ؛ هل عاشتها كما ينبغي ؟! ... وهل إستمتعت بها ؟!... أم أنها كانت مجرد ذكريات حزينة و أن لا تتذكرها أفضل لها. من جهة أخرى نحكي عن شاب يبكي طفولته المسلوبة ..طفولته المجهضة...فكيف سيكون لقاء هذين الشخصين المتحسرين على ذكريات طفولتهما ...وهل سيفهمان بعضهما بحجة أنهما في نفس الحا
في أحد أحياء باريس تقيم "جودي" الشابة الجميلة ذات العيون الخضراء والشعر الذهبي.. شابة جميلة كغيرها من الأوروبيات .تقطن رفقة عائلتها المتواضعة( أمها" سوزي" الماكثة في البيت وأبيها "ستيف" الطبيب الجراح إلى جانب شقيقيها الصغيرين "مارك" و"توم" ) بطلتنا تبلغ من العمر 20 سنة وتدرس الفنون الجميلة في الجامعة الخاصة في باريس هذه الشابة بارعة جدا في العزف
كانت جالسة في غرفتها تقرأ أحد روايات الكاتبة أجاثا كريستي فجأة رن هاتفها فتجاهلته ولكنه رن مرة أخرى فمدت يدها وعينيها مازالتا معلقتين بتلك السطور السوداء واستمر الهاتف في الرنين إلى أن أجبرت عينيها أخيرا على الابتعاد عن الكتاب والرد على المكالمة جودي : الو ليديا : أهلا صديقتي كيف حالك جودي: هل تعلمين بشاعة الجريمة التي إرتكبتها الآن ليديا : أكنت تطالعين كتابا جودي: اه يا إلاهي لقد كانت أحداث مشوقة ليديا تضحك : أنني مشتاقة لحبيبتي جودي : حسنا لنلتقي قريبا ليديا : بالتأكيد .... آه بالمناسبة هل إستطعت تذكر شيئ يا جودي جودي: لا.. لاشيئ جديد ليديا: إذا كان هناك جديد أعلميني جودي: حسنا أراك قريبا ليديا: إلى اللقاء
جودي تعرضت منذ عام لحادث أفقدها ذاكرتها تماما و إستعادت جزء منها بفضل عائلتها لكنها بقيت عاجزة على تذكر طفولتها لأن أمها كانت تتجنب الحديث في الموضوع كلما جاء على لسان جودي وهكذا بقيت ذكريات طفولتها حلقة ضائعة من سلسلة الذكريات
بعدما خربت عليها ليديا إندماجها مع الرواية وضعت كتابها على الطاولة وقامت من مكانها تمشي بخطوات متثاقلة وفتحت خزانتها فإمتدت يدها لتحمل الصندوق المزخرف وجلست على الأريكة تتأمل النقش .. لطالما إستغربت وجود نقش باللغة العربية على صندوق تملكه منذ طفولتها كانت متأكدة أن بعض ذكرياتها مخبأة داخله تحسست جودي النقش بيدها وهمست( ترى لماذا أملك صندوقا كهذا ..هل يخصني أم يخص فتاة أخرى ....يا إلاهي لماذا لا أقدر على تذكر شيئ ....هذا الأمر سيجعلني أصاب بالجنون ...) أمسكت رأسها بكلتا يديها وصرخت صرخة أفزعت أمها التي أسرعت إليها خائفة فوجدتها فاقدة الوعي والصندوق المزخرف ساقط بالقرب منها ... تم أخذها إلى المستشفى كالعادة فهذا الصداع لم يفارقها منذ الحادث لقد كانت أمها تعلم جيدا سر ذالك الصندوق لكنها آثرت الإحتفاظ به لنفسها ولو كان ذالك على حساب إبنتها
فتحت جودي عينيها بهدوء وهي ترى نفسها مستلقية على السرير الأبيض إلتفتت يمنة ويسرة تحاول إستوعاب ما يحدث حولها مدت يدها لتمسك رأسها ألما من الصداع لقد تعبت من هذه الحالة متى تتخلص من هذه النوبات الحادة لمحت الباب يفتح فتعلقت عينيها بتلك العينين الخائفتين ليديا: جودي ما الذي حدث هل عاودتك النوبة أومئت لها جودي بنعم فاقتربت منها ليديا وجلست بالقرب منهاو قد امتدت يدها لتمسح على شعر صديقتها وهي تهمس: أرجو أن تتحسن حالتك يا صديقتي سرحت جودي في الفراغ وهي تفكر (هل كان لي أصدقاء مقربون يحبونني مثل ليديا أم أنني كنت فتاة بائسة وحيدة ؟!) ليديا صديقة جودي منذ عامين تبلغ من العمر 21 سنة لها ملامح عربية لاكنها من أصول فرنسية أب عن جد ..ليديا فتاة مرحة للغاية تحب جودي كثيرا وتفهمها تدرس الرسم في نفس جامعة جودي
وقفت جودي وإلتفتت لليديا : هيا نذهب ليديا : أنت متأكدة أنك بخير جودي: أجل أنا بخير تعلمين أني أصبحت أختنق من هذه الأماكن ليديا : إذن مارأيك أن نذهب إلى الحديقة عليك أن تتنزهي قليلا سيشعرك هذا بالإرتياح جودي : حسنا دعينا نمر أولا على بيتي لكي أغير ملابسي وآخذ هاتفي ليديا : حسنا توقفت الفتاتان عند باب منزل جودي فالتفتت لصديقتها : إنتظريني هنا لن أتأخر عليك ليديا : حسنا دخلت لينا واصدمت نظراتها بنظرات أمها فتجاهلتها وأكملت طريقها لغرفتها لكن أوقفها صوتها وهي تقول : هل تحسنت اجابت جودي ببرود : أجل ..ثم أضافت قائلة : وأرجو أن أحصل قريبا على إجابة لأسئلتي ...ودخلت غرفتها دون أن تسمع كلمة أخرى من أمها غيرت ملابسها بسرعة واقتربت من الطاولة لتحمل هاتفها فلمحت الصندوق على الأرض فتنهدت تنهدا مسموعا وحملته ووضعته في الخزانة وحملت هاتفها وخرجت مسرعة
ليديا : لقد تأخرت جودي : آسفة صديقتي دعينا نذهب مشت جودي جنب ليديا ولكن عقلها كان في مكان آخر لقد كانت دوما هكذا ليديا لاحظت شرود صديقتها وتوقفت : جودي لكن جودي أكملت طريقها وهي تنظر إلى خطواتها المتتابعة بانتظام ليديا تنهدت : ها قد عادت لشرودها مرة أخرى ...أتسائل ما الذي يجول بخاطرك الآن يا صديقتي ...ومشت حتى أدركت صديقتها وأمسكت يدها : جودي إنتظري
إنتبهت جودي لنفسها والتفت بسرعة لصديقتها : آسفة لقد شردت ليديا : مالذي يشغل تفكيرك هل هو موضوع الصندوق مرة أخرى جودي : أجل ..أنا متأكدة أن أمي تعلم كل شيئ لكنها ترفض البوح به ليديا : وماالذي قد يجعلها تخفي عنك أمرا يخصك جودي تنهدت : وهذا الذي لم أفهمه حتى الآن ليديا : هيا يا صديقتي دعي عنك هذه الأفكار السلبية ودعينا نستمتع بنزهتنا جودي : حسنا ليديا واصلتا الفتتان طريقهما وإستمتعتا مع بعضهما وجعلت ليديا صديقتها تنسى أمر الصندوق ولو لفترة قصيرة
الفصل الثاني في الجزائر بلد العرب والعروبة في هذا البلد العزيز وبالتحديد في عاصمته كان يقطن الشاب لؤي البالغ من العمر 25 سنة ، له ملامح عربية أصيلة تزيده وسامة ووقار بشعره الأسود والعينين السوداوتين ،شاب طويل القامة محترف بالرسم منذ صغره
يعيش لؤي رفقة عائلته ، أمه" خديجة" المعلمة وأبيه "احمد "التاجر ولديه أخت وحيدة تدعى "مريم" تبلغ من العمر 17 سنة .كما يعيش في الطابق العلوي من البيت عمه الوحيد " محمد" و الذي يحبه لؤي كثيرا ويعتبره صديقا له
كان مستلقيا في فراشه ممسك بقلادة رقيقة يتدلى في آخرها حرف a وهمس ( هل يمكن لنا أن نلتقي مرة أخرى يا مجنونتي... . هل مازلت تذكرينني بعد مضي هذه الأعوام ...أم أنك واقعة في حب شخص غيري ...لقد حاولت أن أحب غيرك لكنني لم أنجح ..هل لأنه مكتوب لنا أن نجتمع من جديد أتمنى ذالك من أعماق قلبي ) أخرجه من شروده طرق على الباب لؤي : نعم ..تفضل مريم : أخي نحن ننتظرك على مائدة العشاء لؤي : لا رغبة لي بالأكل يا عزيزتي مريم مريم : حسنا كما تشاء بعد أن خرجت أخته علق القلادة على عنقه وهمس ( سأبقى أحبك يا مجنونتي ..... ) وضع رأسه على وسادته وقد أبحر في ذكرياته ( لؤي : يا مجنونة إنزلي ستسقطين البنت: لا لن أسقط ولا تناديني مرة أخرى بالمجنونة لؤي : متى ستتعلمين العربية البنت: أنا لا أعلم أجدها صعبة علي لؤي : لا يا أروى إنها سهلة أروى : حسنا سأحاول ...لكن أمي تمنعني دوما كلما أخبرها لؤي يغمز لها: ليكن سر أروى تبتسم له: حسنا سيبقى سر لؤي: متى أبدأ بتعليمك؟! أروى بحماس: الآن لؤي: حسنا اليوم سأعلمك كلمة واحدة تعني لنا الكثير أروى : ما هي ؟! لؤي بالعربية: أحبك أروى: ما معناها ؟! لؤي : أحبك أروى بفرحة : وأنا أيضا لؤي : يا خبيثة وهل تعرفين معناها ؟! أروى تضحك: أجل بالطبع لؤي يضحك : لم تبلغي العاشرة من عمرك وتعرفينها أروى تضحك: أجل ) سقطت دمعة على خده وهو يتذكر وهمس: لماذا فرقونا يا إبنة عمي لماذا أبعدوني عنك ...أين أنت في هذا العالم الواسع . ...أين سأجدك أين ...لقد مرت 10 سنوات ...هل نسيتني أم مازلت تتذكرينني ...لا أطلب من الدنيا إلا أن تجمعني بك حتى وإن كنت قد نسيتني أو قد إرتبطت ...لا يهمني ..المهم أن أجدك وأطمئن عليك . رن هاتفه فجأة فخرج من تفكيره وحمل هاتفه وابتسم ما إن قرأ إسم المتصل لؤي: أهلا رياض رياض : هل تفقدت إيميلك لؤي مستغرب : لا ..ما الأمر رياض: لقد تم إرسالنا إلى فرنسا لؤي بفرحة: حقا ..خبر رائع يا رياض رياض: سندرس في جامعة الفنون الجميلة بباريس لؤي امسك هاتفه بكتفه وامتدت يداه لحاسوبه المحمول ففتحه وأسرع ليتفقد الرسائل الحديثة فوقعت عينيه على رسالة من المعهد الذي يدرس فيه ...فتحها وبدأ قرأتها وعيناه تتوسعان وصرخ: وأخيرا سأذهب إلى باريس رياض: سأدرس العزف وأنت الرسم في أفضل جامعة في فرنسا لؤي :رائع وأخيرا تحقق حلمي رياض : أجل وأخيرا لؤي: إذن أراك غدا سأذهب لأبشر أمي وأبي رياض: حسنا أراك غدا لؤى: حسنا ؛ ليلة سعيدة لؤي خرج مسرعا ودخل المطبخ مريم : ألم تقل انك لن تأكل لؤي: لقد تم إرسالي إلى جامعة الفنون الجميلة في فرنسا خديجة : رائع يا إبني وأخيرا تحقق ما كنت تحلم به محمد : مبارك لك بني ٱبذل جهدك لتنجح مريم : مبارك اخي اتمنى لك التوفيق لؤي : سأصبح رساما مشهورا أعدكم بذالك خديجة : إجلس يا بني لنأكل سويا لؤي : أرجوك إعذريني يا أمي لا رغبة لي في الأكل سأصعد لأخبر عمي بالجديد
كان جالسا في الشرفة في تلك الليلة المظلمة و دخان سيجارته يتصاعد لقد إعتاد على الوحدة لقد أدمن الجلوس في الظلام والتفكير بهدوء دون الوصول لنتيجة كانت هذه حاله التي بدأت منذ 10سنوات . لقد فقد أحب شيئ إلى قلبه لقد كانت إبنته كل شيئ في حياته همس في ظلامه : ليتك تعودين لي يابنيتي سمع بعدها دقات سريعة على الباب تظهر وكأن الطارق مستعجل قام للباب بخطى ثابتة وفتح الباب فاعتلت وجهه إبتسامة ، لقد كان الشخص الواقف أمامه دوما يخرجه من عزلته ويخفف عليه ألمه لقد كان الشخص الذي شاركه حب إبنته والشوق إليها سمعه يقول : لقد نجحت يا عمي وسأسافر للدراسة في الخارج فرد له بفرحة ظاهرة : أحسنت لؤي، كنت متأكد من أنك تستطيع فعلها ..لنتحدث في الداخل لا تبقى عند الباب وعاد أدراجه قاصدا المكان الذي فارقه منذ دقيقة على الأكثر ، لحقه لؤي بعد أن أشعل النور : يا عمي دعك هذه العزلة كلانا مشتاق لها، لكنها ستحزن لو علمت أن أباها إنعزل عن العالم بسببها إبتسم محمد : ليس لسبب ولكن هذا أمر مقدر لي أنت عائلتي الوحيدة لؤي : لماذا لازلت رافض فكرة الزواج ياعمي لازلت صغيرا محمد : أرجوك لؤي لا تطرح هذا الموضوع مرة أخرى لؤي : أتريد أن تشيخ وحيدا على هذه الأريكة وأنت تدخن السجائر محمد : الأمر يعجبني هكذا لؤي بقلة حيلة: ما أخشن رأسك يا عمي محمد : إذن متى ستسافر وإلى أين لؤي : سأسافر بعد أسبوعين لقد تم إرسالي إلى كلية الفنون الجميلة بباريس محمد يرفع قبضته : كن جيدا ولا تعد إلا والشهادة معك لؤي يرفع قبضته هو الآخر وهو يبتسم : حسنا عمي أخذ لؤي كرسي وجلس قبالة عمه وبدأ يتامله وقال مازحا : يبدو أنك حقا بدأت تشيب يا محمد محمد : أجل ...أأنت الوحيد الذي يكبر ..أنا في الأربعين من عمري لؤي : حقا لقد مرت 10 سنوات بسرعة تنهد محمد وقال: ليتني منعتها من أخذها في ذالك اليوم مد يده لكتفه وربت عليه بحنية : هذا قدر يا عمي وإن كان لقائكما مرة اخرى قدر فستلتقيها إبتسم محمد إبتسامة حزينة : أتنمى ذالك .........بعدها سأبقيها بجانبي للأبد لؤي رفع حاجبه : مؤكد بعد أن أتزوجها محمد : ألا تفكر بنسيانها أجاب لؤي بدون تفكير : أبدا محمد : أنت مسافر لفرنسا لؤي : وإن يكن محمد: أتمنى أن ترجع فقط وبعدها كل شيئ سهل لؤي تنهد من قلبه : إن شاء الله
محمد يكون عم لؤي ووالد أروى رجل في الأربعين من عمره يشبه لؤي كثيرا عندما كان في شبابه .. إنفصل عن زوجته قبل عشر سنوات فأخذت منه إبنته التي كان يحبها كثيرا وانقطعت أخبارها بعد ذالك .بحث عنها كثيرا لكنها كانت كثيرة الانتقال فلم يرى إبنته منذ ذالك
الأربعاء مايو 27, 2020 10:37 am
